عصام شرف يقود مصر الي هاوية الدولة الفاشلة

الدولة الفاشلة معيار تم تصميمه ، بعد سلسلة من ورش العمل والمؤتمرات والمناظرات السياسية . ويستخدم لترتيب وتصنيف قدر كبير من المعلومات التي تصدر عن كل بلد . كما يسمح بتحليل هذه المعلومات ، وتقديم نظرة كلية وشاملة عن هذا البلد أو ذاك . ويسمح ذلك بترتيب وتمييز الدول والحكومات ، كل حسب بحظوظه من النجاح أوالفشل .
كما يستخدم للتحذير والتنبؤ بمستقبل هذا البلد أو ذاك .

يضم المعيار عددا كبيرا من العناوين التي تصنف تحتها المعلومات . ومن بينها القيادة الحاكمة ، والنخبة التي تصنع القرارات .

وفي هذا السياق تأتي عناوين كفاءة القيادة من حيث الثقافة والخبرة والتجربة والخيال والقدرة علي إختيار المساعدين ، والقدرة علي قبول المتغييرات والتعامل معها .

وفي سياق النخبة نجد عناوين التجديد والتجدد ، السن ، الخبرة ، التجربة ، القدرة علي مواجهة المشاكل والمستجدات ..

لو طبقنا معيار القيادة علي عصام شرف ، فإننا نقرأة من خلال مجموعة التصريحات التي أدلي بها ، والقرارات التي إتخذها ، ومواجهتة للمشاكل والأزمات .

أما التصريحات فإن مفردات عصام شرف محدودة جدا . لم تتجدد منذ أن كان وزيرا للنقل . ولم يطرأ عليها أي قدر من الثراء اللغوي بفضل القراءة أو التأمل أو صياغة الأحداث . أو الإنخراط في صناعة الأحداث الكبري مثل الثورة المصرية ..

إنها مفردات موظف عادي جدا ، لا توحي بالحماس ، ولا الإصرار ، ولا العزيمة ، ولا الإرداة . ويغيب عنها الخيال والتصور والإبداع . ويغلب عليها مفردات الملاينة والملاطفة والمجاملة .. كل هذه المواصفات نجدها بغير جهد في إيقاع صوت عصام شرف ..
إيقاع يوحي بالنوم والتثاؤب والضجر منذ اللحظة الأولي ..

غياب قدرات الخيال والحماس والتصور والإبداع والإرادة والعزيمة تنذر بأننا أمام قيادة تصلح للمستويات الوسطي في الإدارة . ولا تصلح أبدا لقيادة دولة ..

مثل هذه القيادة تنتقي قيادات مساعدة بنفس مواصفاتها . قيادات عادية جدا ، لا تتمتع بشئ البتة . أراهن لو وجدتم وزيرا بارزا تم إختياره بواسطة عصام شرف . الأكثر بروزا وحركية مثل جودة عبد الخالق تم إختياره في عهد أحمد شفيق ..
إنه التطبيق الطبيعي للحكمة الشعبية « الطيور علي أشكالها تقع » ..

هذه القيادات لا تفهم ولا تعي ثقافة إختيار القيادات . لا تختار قيادات مبدعه ، لأنه ليس مبدعا . ولا يفهم في الإبداع .
لا يختار قيادات تتميز بالعزيمة والإصرار ، لأنه لا يفهم ماذا تعني العزيمة والإصرار .
لا تختار قيادات مثقفة ، لأنها لا تعرف ماذا تعني الثقافة وماهي وظيفتها ..
وتلجأ عند الإختيار الي منطق الصداقة والمعرفة والتوافق الكيمائي ..
هذه الشخصية تميل الي عدم التغيير . فليس لديه قدرات للتعامل مع نتائج التغيير.
لهذا إحتفظ عصام شرف بكل الأطقم القديمه ( أطقم الفلول وغير الفلول ) . إحتفظ بها في كل قطاع الأعمال . وفي كل الهيئات والمؤسسات التابعة للدولة ..
من هذا المنظور إنفجرت كل التناقضات الأساسية والفرعية .

لم يكتف عصام شرف بالإحتفاظ بالتشكيلات القديمه ، بل إحتفظ أيضا بنفس التصورات الفاشلة لإدارة المرافق . بل إنه يردد نفس التصورات القديمه ، ولا يدرك إن الثورة قامت للإجهاز عليها .

لم يطرح عصام شرف أي فكرة مبدعة . من أفكاره مثلا : هيئة حكومية لإدارة بحيرة ناصر . ( الفكرة موجودة قبل الثورة ، بل وهناك هيئة قائمة بالفعل ، لكنها لا تعمل شيئا ) . مشروع قومي لسيناء . ( هناك مشروع قومي لسيناء ، لم يجر تنفيذه ) . توزيع الأراضي علي الخريجيين . ( المشروع قائم بالفعل ، لكنه إنحرف عند التطبيق ) .. مشروع بيت العائلة الذي طرحته وزارة الإسكان . ( نفس المشروع قائم منذ عهد أحمد المغربي ) ..
لا شئ جديد ، لا شئ تغير . اللهم إستبدال نخبة غبية ، بنخبة أكثر غباءا ..

النتيجة مزيد من الإحباط والحنق والإختناق والإرتباك ..
وإنسحاب الطاقات الهائلة من صفوف البناء للثورة ، الي صفوف المواجهة والغضب ..
وإنفجار كل التناقضات دفعة واحدة : التناقضات السياسية ممثلة في الخلاف حول الدستور وتشريعات بناء النظام السياسي مثل قوانين مجلس الشعب والشوري والإنتخابات والدوائر الإنتخابية والأحزاب السياسية .
تناقضات أمنيه : إنفجار ظاهرة البلطجة التي تديرها وزارة الداخلية ، وبلطجية رجال الأعمال ، وبلطجية منظمات النظام القديم وأكثرها إنشغالا جمعية المستقبل التي أنشأها جمال مبارك ، وكاد أن يتحول بها الي مليشيا خاصة .وغياب الثقة في منظمات الأمن الرسمية .
تناقضات فئوية : وتجسدت في أعمال الإحتجاجات الفئوية : المدرسين . الأطباء . المهندسين . ساقي القطارات والنقل العام وعمال السكر ..

هذا المشهد لا يقود الي بناء دولة ناجحة . بل يقود بكل تأكيد الي بناء دولة فاشلة ..

والأستعداد لثورة جديدة